بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الأمامه
إن الله تعالى كما يعين الأنبياء، كذلك يعين أوصياء الأنبياء وخلفائهم. وقد عين الله تعالى لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) اثني عشر وصياً وخليفة، وهؤلاء هم الأئمة الاثني عشر المشهورون لدى المسلمون كافة، وهم:
1: الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته فاطمة (عليها السلام).
2: الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)، وأمه فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله).
3: الإمام الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام)، وأمه فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله).
4:الإمام زين العابدين: علي بن الحسين (عليه السلام).
5: الإمام الباقر: محمد بن علي (عليه السلام).
6:الإمام الصادق: جعفر بن محمد (عليه السلام).
7: الإمام الكاظم: موسى بن جعفر (عليه السلام).
8: الإمام الرضا: علي بن موسى (عليه السلام).
9: الإمام الجواد: محمد بن علي (عليه السلام).
10: الإمام الهادي:علي بن محمد (عليه السلام).
11: الإمام العسكري: الحسن بن علي (عليه السلام).
12: الإمام المهدي: محمد بن الحسن القائم المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
وهؤلاء الأئمة (عليهم السلام) حجج الله على الخلق، وكلهم من أنوار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكانوا كالنبي (صلى الله عليه وآله) في العلم والحلم والفضيلة والعدل والعصمة وحسن الخلق وسائر الصفات،كيف لا... وهم خلفاؤه وأوصياؤه وأئمة الخلق وقادة الأنام وحجج الله على البشر كافة من بعده. ولنذكر مختصراً من أحوال كل واحد منهم (عليهم السلام) وأحوال بنت النبي (صلى الله عليه وآله) زوج الوصي أمهم، فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها).
بنت النبي (صلى الله عليه وآله)
هي فاطمة الزهراء (عليها السلام)، أبوها رسول الله (صلوات الله عليه وآله وسلم) محمد بن عبدالله، وأمها السيدة العظيمة (خديجة) أمّ المؤمنين، وزوجها سيد الأوصياء علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأولادها وأحفادها الأئمة الطاهرون (عليهم السلام). ولدت يوم العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وتوفيت شهيدة يوم الثلاثاء ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة، وعمرها ثماني عشرة سنة، قام بتجهيزها أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها في المدينة، وأخفى قبرها حسب وصيتها.وكانت (عليها السلام) في قمة العبادة والزهد والفضيلة، وأنزلت فيها آيات من القرآن الحكيم. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقّبها: (سيدة نساء العالمين) وكان يحبها حباً جماً حتى أنها كانت إذا دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحّب بها وقام لها وأجلسها في محله وربما قبل يديها، وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: (إن الله يرضى لرضى فاطمة، ويغضب لغضبها) وولدت لأمير المؤمنين (عليه السلام): الإمام الحسن (عليه السلام)، والإمام الحسين (عليه السلام) والمحسن (عليه السلام) لكنه سقط لما أصابها من الاذى، والسيدة زينب (عليها السلام)، والسيدة أم كلثوم (عليها السلام).
الإمام الأول:
هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه فاطمة بنت أسد، ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته والخليفة على الناس من بعده، أمير المؤمنين ووالد الأئمة (عليهم السلام). ولد في الكعبة المعظمة بمكة المكرمة، يوم الجمعة ليلة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين سنة من ولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واستشهد ليلة الجمعة في مسجد الكوفة في المحراب بسيف ابن ملجم (لعنه الله) ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، ولحق بالرفيق الأعلى بعد ثلاثة أيام من ضربه، وعمره الشريف ثلاث وستون سنة، قام بتجهيزه الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام)، ودفن في النجف الأشرف حيث مرقده الآن.
وله من الفضائل والمناقب ما لا يحصى، فقد كان أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يسجد لصنم قط، وكان النصر معقودا برايته في جميع الحروب، لم يفر قط، وقد بلغ من حسن قضائه، أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه: (أقضاكم علي) ، ومن كثرة علمه قال (صلى الله عليه وآله) فيه: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) ، ومن ملازمته للحق قال (صلى الله عليه وآله) فيه: (علي مع الحق والحق مع علي) . وكان عادلاً في الرعية، قاسماً بالسوية، زاهداً في حطام الدنيا، فكان يأتي إلى بيت المال وينظر إلى الذهب والفضة، ويقول: (يا صفراء ويا بيضاء غري غيري) ثم يفرقها على الناس، وكان يرحم المسكين، ويجالس الفقراء، ويقضي الحوائج، ويتكلم بالحق ويقضي بالعدل.. وبالجملة: هو كالنبي (صلى الله عليه وآله) في جميع الصفات، حتى جعله الله تعالى ـ في آية المباهلة ـ نفس النبي (صلى الله عليه وآله).
الإمام الثاني:
هو الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، وهو سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وثاني خلفائه والإمام على الناس بعد أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام). ولد في المدينة المنورة يوم الثلاثاء، منتصف شهر رمضان في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وتوفي شهيداً بالسمِّ يوم الخميس السابع من صفر(9)سنة تسع وأربعين، قام بتجهيزه أخوه الإمام الحسين (عليه السلام)، ودفن في البقيع في المدينة المنورة، حيث مضجعه الآن. وكان (عليه السلام) أعبد الناس في زمانه، وأعلمهم، وأفضلهم، وكان أشبه الناس بالنبي (صلى الله عليه وآله)، وكان أكرم أهل البيت في زمانه، واحلم الناس. وكان من كرمه: أن قدمت له جارية من جواريه باقة ريحان، فقال لها:أنت حرة لوجه الله، ثم قال: هكذا أدبنا الله تعالى: ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)) . ومن حلمه: أن شامياً رآه راكباً، فجعل يلعنه والحسن (عليه السلام) لا يرد عليه، فلما فرغ أقبل الحسن (عليه السلام)، فسلّم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنّك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا اعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كانت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك. فلما سمع الرجل كلامه بكى وقال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته.